الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الصادق شعبان يوجّه رسالة "عاجلة" الى الدستوريين والندائيين، ويدعو السبسي الى "ترتيب البيت"

نشر في  13 فيفري 2016  (11:52)

كتب الصادق شعبان استاذ القانون و الوزير السابق في عهد بن علي الرسالة التالية متوجها بها الى الاحزاب الدستورية والقيادات الندائية، داعيا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى وضع لمساته"السحرية" حتى يعود للنداء بريقه:

وهذا ما جاء في نص تدوينة شعبان:
عندي قناعات لم يعد اليوم احد يقدر على انتزاعها مني .
اخوتي في الاحزاب الدستورية و الندائية ،
كفوا عن التصارعات و كفوا عن التجاذبات ، فنحن جميعا سئمنا التصارعات و التجاذبات ، و لم يعد احد يقدر على تحمل اعباء إضافية عما نعيشه الان و عما ننتظره من مفاجات .
بعض القيادات عندنا استهوتها الألقاب .و بعضها وهو قليل أصبحت تقيدها التزامات و صفقات ارغموهم للاسف على قبولها في هذا الظرف الصعب .
نداء تونس – هذا الذي أعاد لنا الأمل لفترة ، و هذا الذي أنقذ الوطن لمدة – قناعتي بشأنه هو انه يكاد يكون انتهى ، لكن له أمل ما زال في رايي قويا ، اذا ما اقدم الرئيس الباجي ، بشجاعته المعهودة ، باشارة قوية واضحة لا لَبْس فيها ، بإعادة ترتيب البيت ، و فتح الابواب و النوافذ للتهوية ، معيدا للنداء البريق الذي فقده ، و يعيد التاسيس من جديد بهيئة ذات مصداقية تشرف على مؤتمر شفاف نزيه ، و تؤسس مستقبله على سلطان القانون و علوية الانتخاب . .
قناعتي ايضا ان محاولات الترميم من خارج النداء لا حظ لها من النجاح ، و ما هي في الفعل سوى محاولات من البعض لتعزيز مواقع معينة او لتعميق شرخ موجود .
اقول اذا للجميع ، لكل الذين حاولوا التوحيد و الترميم و التوفيق و التقريب ، و هم كثيرون و انا منهم ، سواء لتوحيد الدساترة بمفردهم ، او لتوحيد الدساترة مع أطراف النداء ، ان الجهود كلها بدأت تفتر بوضوح ، و ان المواقف ازدادت تكلسا عوض ان تلين ، و ان لا احد الان قادر على لم الشمل .
قناعتي اليوم تتاكد بان لم يعد هناك فائدة في تكرار اللقاءات و اجترار المبادرات .
كنت منذ اكثر من عقد اقول هازلا جادا في نفس الوقت ان من صالح الدساترة التحول الى المعارضة حتي يتدربواعلى الوضع الصعب ، و حتى يعوا أهمية الاتحاد و التضامن ، و يلمسوا خطورة التناحر و التفكك !! .
كما اني في وقت سابق من السنة الماضية ، أطلقت حركة على الفايسبوكً سميتها ” حركة وفاق” ، انضم اليها الالاف ، و انا أحييهم بالمناسبة اليوم ، أردت من خلال هذه المبادرة التاسيس لشبكة واسعة تتلاقى فيها الأفكار و تتهيأ فيها أسس جديدة للتنظم و التحزب ، كما أردت ان يبادر الشباب في اطار الحركة قيادة مستقبله بنفسه و صنع تنظيمه دون املاء شيوخ السياسة ، مبعدين بذلك القدامى عن مواصلة حرب كانوا فقدوها ، و متخلين ايضا عن عقليات زعاماتية كانت نخرت الماضي القريب ، لكن حماس الشباب الذى تزايد في البداية لم يصل الى هدفه ، و الحراك الذي بدأه لم يفلح في مواصلته بنفسه بل بقي – مرة اخرى – ينتظر القدامى لقيادته من جديد !!
اعود لاقول ان ثقتي فقدت في محاولات التجميع و اعادة التاسيس بمبادرات متفرقة .
إنما بقي لي هذا الأمل الكبير : وهو ان الفكر الدستوري مهما طعنوه لم يمت ، و مهما شيطنوه بقي ملائكيا .
بل انه في الوقت الذي أرادوا فيه ازالته ، عاد أقوى من ذي قبل .
أضف ايضا ان هذا الفكر لم يعد حكرا على الأجيال المتقدمة ، رجال و نساء ما فوق الخمسينات ، تلك الأجيال التي عايشت التاسيس و لمست الجدية و الهيبة . بل عاد الفكر ليكتسح الأجيال الشابة التي لم تعرفه ، و اصبح حبيب الفتاة التونسية ، كما ان عددا من الاحزاب اصبحت تبحث في البورقيبية عن متكئ للانتفاع من شرعيتها ، او من سمعتها ، او للبحث عن غطاء و مظلة .
بقي لي هذا الأمل : وهو ان الزعامات الدستورية و الندائية وان تكاثرت اليوم للاسف ، فان الفكر الدستوري بقي واحدا لن يقبل التجزئة .
كما ان المواقف الدستورية و الندائية وان امعنت في التكلس اليوم ، فان الفكر الدستوري مرن حي يواكب العصر لا يتكلس أبدا .
لا اريد ان يدفعني احد مستقبلا الى السير مع هذا دون ذاك ، او ان يلومني احد ان لم اختر طريقا دون سواه .
فكل الطرق سواسية ، و كل الحلول منقوصة .
انا ان اخترت مستقبلا ، فليس سوى فكر الدستور ، و لم اختر شخصا أبدا . و انا ان مشيت مستقبلا في سياق ما ، فليس سوى في سياق الدستورية و لم امش في سياق احد أبدا .
قناعتي اليوم اقولها عاليا ، ليسمعها الدستوريون و النداييون من كل صوب :
– اختاروا اي واد ما لم يكن هناك واد واحد ، فكل الوديان سوف تصب في نهر كبير هو نهر الدستور .
– اختاروا اي طريق ما دامت الطرقات تعددت ، فالطرق كلها سوف تؤدي في نهاية المطاف الى بستان الدستور .
اقول للمنخرطين : سوف تختلفون اليوم للاسف ، و أنتم لا تودون ذلك ، لكن الامل كل الامل ان تلتقوا غدا في بيت واحد ، هو البيت البورقيبي الكبير .
اقول للأحزاب المتخالفين : سوف تخسروا بشتاتكم هذا أشياء كثيرة ، و سوف تتركوا المساحات لاحزاب اخرى ، و سوف يعاتبكم التونسيون الوسطيون الذي تعودوا على سياساتكم و على بعد نظركم و على نظافة يدكم و قد تخسروا أعدادا منهم .
اقول للجميع : سوف تنهككم التفرقة ، و سوف يضعفكم الاختلاف ، و سوف تلمسون عن قريب قوة التضامن و أهمية الاتحاد .
سوف تتذكرون عن قريب ذلك الشعار الذي رفعه مؤخراً الشباب الدستوري الذي اراد ان يوحد نفسه و يبني تنظيمه خارج كل القيادات ، قائلا ” لا زعامة الا للمشروع ” . لا زعامة الا للمشروع . دستورنا هو الزعيم ، و الصندوق هو الفيصل ، بيننا و مع المنافسين الاخرين."